وجه عشريني جاف...
هاهي..نائية ،ملعونة...تفوح من مشيتها نظرات مبصومة بالوهم الداعر والخطيئة..
هاهي...على عتباته ..مخطئة دون خطيئة..تلوكها ألسنة النار دون جمر أو وقود ..يزكمها دخان الحكايات ...دون حكاية..
..مهزوزة في جبهة الحياة المثقلة على ظهرها سلفا...حملتها الحاجة إلى عتبته تطلب ..حجابا تستر به قليلا من شرف النبض في ماتبقى من عروق..ضاقت بها السبل..وضاقت-هي-..بالأفواه الملتصقة قصرا بتلابيبها ..وتفكيرها وحياتها..
حملت إلى بابه شيئا من أنوثتها ...استقبلتها عيونه المفتوحة عن شره أرعن.....وبين ضلعين نبتت وأينعت قشعريرة ..مثل كل مرة وقفت... على ذاك الباب...يسبح الجسد في حرارة القشعريرة ..ويبرد على صفيح الجبين الذي داهمته حمى النظرة المائلة تحت الذقن ..نزولا...
هاهي...مثل كل مرة حائرة ..بين أن تنزف الكرامة ..وتتلوّن بلون الخطيئة الثملة...وبين أن تنزف العين ..ويتمرّغ الدمع في ثمار الفاقة العطشى....
...ومثل كل باب ...نزفت عينها...وأغلقت العتبة ...وخلف الباب الموصد ..أعدمت الأهداب دمعة -أرملة -..في سوق الضمير...والعمل..
__________________